في أكثر من 1000 بلدية.. البرازيل تعلن حالة التأهب بسبب موجة جفاف شديدة

في أكثر من 1000 بلدية.. البرازيل تعلن حالة التأهب بسبب موجة جفاف شديدة

أعلنت أكثر من 1000 بلدية برازيلية حالة التأهب اليوم، الخميس، بسبب انخفاض الرطوبة الشديد الذي بات مشابها في بعض الأحيان للصحاري مثل الصحراء الكبرى في الوقت الذي تواجه فيه البلاد موجة جفاف تاريخية وحرائق متوالية.

وقال المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل إن المناطق المتضررة من هذا الجفاف التاريخي تتركز بشكل رئيسي في المنطقة الوسطى من البرازيل، ولا سيما في برازيليا وفي الجنوب الشرقي بولايتي "ساو باولو" و"ميناس جيرايس" ذات الكثافة السكانية العالية، حيث يقل مستوى الرطوبة فيها عن 12% أي أقل من الدرجة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية. 

ووصف المعهد هذا الوضع بـ"الخطير للغاية" لأنه يمثل خطرا داهما في ما يتعلق بحرائق الغابات وما ينجم عنه من أضرار على الصحة العامة، ومما يعرض السكان بشكل خاص إلى أمراض رئوية أو صداع وفق وسائل إعلام محلية.

وفي عشرات البلديات، انخفض مستوى الرطوبة إلى ما دون درجة 10% بل ووصل إلى 7% في بعض الأحيان.

ومن جانبها، قالت الباحثة في المركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية (سيمادن) آنا باولا إن المستوى منخفض كما هي الحال في الصحراء… البرازيل تشهد أسوأ موجة جفاف لها منذ 70 عاما على الأقل، بسبب قلة الأمطار المتراكمة منذ نهاية عام 2023.

وبدورها، حذرت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، من أن مزيج درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية وانخفاض الرطوبة يخلق سياقا ملائما للغاية لاندلاع حرائق جديدة، مشيرة إلى أن منطقتين فقط من الأقاليم البالغ عددها 27 منطقة التي تتألف منها البرازيل لم تتأثرا بشكل كبير بالنقص الخطير في المياه.

وخلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، حذرت سيلفا من أن منطقة "بانتانال" وهي أكبر الأراضي الرطبة في العالم ومحمية للتنوع البيولوجي، يمكن أن تختفي بحلول نهاية القرن إذا استمر الجفاف على هذا النحو وأصبحت هذه الظواهر المناخية أكثر خطورة.

ومن المقرر أن ستستضيف البرازيل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب-30) في مدينة "بيليم" بمنطقة الأمازون في نهاية عام 2025.

وكانت البرازيل قد عانت من أزمة مناخية أخرى في شهر مايو الماضي عندما دمرت الفيضانات جنوب البلاد وأدت إلى مقتل أكثر من 180 شخصا ويعزو المجتمع العلمي هذه الأحداث المناخية المتطرفة إلى ظاهرة النينيو الجوية المرتبطة بالاحتباس الحراري.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".

                                      

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية